متــى تتهــم المقاومــة... بالســلاح النــووي؟!
الدكتورنسيب حطيط*
إن التحالف الأميركي- الإسرائيلي يرى في مشروع المقاومة ،الخطر المتبقي أمام مشروعه لبناء الشرق الأوسط الجديد أو الكبير ، والذي لاقاه العرب بمناورة ذكية يطلق عليها مشروع الحوار العربي من أفريقيا إلى تركيا باستثناء إيران.
إن مشروع المقاومة يمثل العود الصغير الذي تمسكه شعوب المنطقة حتى لا يبتلعها التمساح الأميركي، بعدما استسلام الأنظمة العربية، ويتحرك مشروع المقاومة بعجلات أربع اثنتان منها تمثلان المقاومة الشعبية المتحررة منظومة المؤسسات الدولية، والتي تتيح لها هامشا واسعا من المناورة وعدم الالتزام بما يسمى القرارات الأميركية التي يطلق عليها تجاوزا القرارات الدولية، كما يظهر في قرارات مجلس الأمن ومثلها الفاضح لارسن واثنتان تمثلان دول الممانعة سوريا وإيران التي تحملان صوت المقاومة في المنظومات الدولية والإقليمية لإعاقة الغطاء الدولي لضرب حركات المقاومة ولحشد الرأي العام الدولي لمساندة الحقيقة والوقائع بعيدا عن التزويرالفاضح، كما حدث في أسلحة الدمار الشامل في العراق الذي اعترف وزير الدفاع الأميركي الأسبق كولن باول بكذب الإدعاءات بعد تنفيذ الغزو ،وكذلك الافتراءات الإعلامية المبرمجة في الملف النووي الإيراني أو المفاعل السوري الذي قصفته إسرائيل والتغطية على النووي الإسرائيلي، أو الفبركات ضد خلايا حزب الله في مصر والإمارات و في اليمن مع االحوثيين ليتم تصوير المقاومة في لبنان بأنها البديل العالمي للقاعدة على مستوى الإرهاب مع فارق أن القاعدة تم تصنيعها أميركيا بالتعاون مع المخابرات الدولية الحليفة لها فيما ولدت المقاومة في لبنان وفلسطين من رحم المعاناة والاحتلال والحصار.
ولأن المقاومة في لبنان استطاعت بناء نموذج تحرري للشعوب ماتحة بعض الأمل وعدم الاستسلام وأبقت على ثقافة إمكانية الانتصار والصمود على الأقل لإجبار المحتل والغزاة على دفع الأثمان الباهظة لتحقيق مشروعهم بدلا من السقوط السريع والرخيص وإطالة الزمن لاستنهاض الشعوب أو ضعف المحتلين وبناء موازين القوى,
و تتعرض المقاومة لحملة مركزة ومكثفة تستعمل فيها جميع الوسائل العسكرية والاقتصادية والإعلامية والمذهبية ضمن اتهامها بالإرهاب الى تبييض الأموال إلى الاتجار بالمخدرات إلى تهريب السلاح و امتلاك أسلحة الدمار الشامل بأنواعه وصولا إلى كذبة صورايخ السكود ومنظومات الدفاع الجوي ويمكن أن لا يفاجأ الجميع في اللحظة التي تدعو أميركا مجلس الأمن الدولي لمناقشة السلاح النووي عند المقاومة في لبنان واتهام إيران بتهريبه عبر القنابل النووية الصغيرة، حيث من الناحية النظرية والعملانية قد بدأ تصنيع القنابل النووية التكتيكية لضرب الأماكن الموضعية، والتي يمكن نقلها بحقائب شخصية يحملها شخص أو أكثر ويتم نقلها حتى في السيارات الصغيرة، فمن يكذب في القضايا الصغيرة يستطيع أن يكذب في الأمور الكبيرة طالما أن أكذوبة القوي حقيقة يصدقها الناس وحقيقة الضعيف إشاعة إن تم تصويرها فيصبح الحجر في يد الطفل الفلسطيني سلاحا استراتيجيا يهدد الأمن القومي الإسرائيلي.
وهنا تطرح المقاومة سؤالا أمام جمهورها إذا كان الهدف الأميركي الإسرائيلي هو إعدام المقاومين سواء بالحصار في غزة أو بالقتل في لبنان والعراق باليورانيوم المنضب الذي يمثل وجها من وجوه السلاح النووي وعلى أساس منطق الدفاع عن النفس... الا يحق للمقاومة امتلاك كل انواع السلاح لحماية نفسها وشعوبها وحقوقها؟
من مسلمات وثبوات حركات المقاومة عدم الاستسلام، واذا كان لا بد من الموت فليكن استشهادا بكرامة للابقاء على ذخيرة حضارية في ذاكرة اجيال القادمة لتثمر في الزمن القادم، خاصة وانها تنهل من نبع عقائدي بني على اساس (الجماعة الاستشهادية) في كربلاء حيث استشهدت( الامة المقاومة) التي لم يتجاوز عددها الثلاثة والسبعون شهيدا لكنها حمت الاسلام وبقيت على عطائها حتى زمننا الحضار.
القنبلة النووية للمقاومة ليست سلاحا عسكريا ماديا ،بل قناعة عقائدية ترفض الظلم والاستسلام ومحاربة العدو ،وقدقال الامام الصدر اذا لقيتم العدو فقاتلوه باسنانكم واظافركم، ويستطيع المحتل ان يقتل اليد التي تطلق الرصاص، لكنه لن يقتل الفكرة التي ما ان تخبو لتعود للاشتعال، فتحرق المحتل وتعيد الشمس الى ليل المستضعفين ،لينبلج الفجر... اليس الصبح بقريب.